يختا صدّام حسين شاهدان على “بذخ” النظام السابق في العراق
– “بذخ النظام السابق” –
يتّسع اليخت البالغ طوله 82 متراً الذي صنع في الدنمارك وسلّم إلى صدّام في العام 1981، لنحو 30 راكباً ولطاقم من 35 شخصاً.
يقول كاظم البالغ من العمر 48 عاماً: “في الوقت الذي كان فيه الشعب العراقي يعيش ويلات الحروب بسبب صدام والحصار الاقتصادي الخانق، كان صدام يمتلك هكذا يخت”.
في العام 2008، أصبح المركب الذي كان راسياً في نيس، في قلب معركة قضائيّة، إذ طالبت السلطات العراقية بملكيته بعد عرضه للبيع في مقابل 35 مليون دولار من قبل شركة مركزها في جزر كايمان.
ويضيف الرجل: “كنت أتمنى لو أنّ النظام السابق اهتمّ بهذه الأمور من أجل خدمة الشعب وليس من أجل خدمة مصالحه الشخصيّة”.
– “ضربات الطائرات” –
أما يخت المنصور، فلا يزال نصف غارق مع هيكله الصدئ في نهر شط العرب في وسط البصرة.
صنع اليخت البالغ طوله 120 متراً فيما يفوق وزنه 7 آلاف طن، في فنلندا وسلّم للعراق في العام 1983، كما يردّ على موقع مصمّمه الدنماركي كنود إي هانسن. وهو يتسع لـ32 راكباً ولطاقم من 65 شخصاً.
وكان اليخت راسياً في مياه الخليج، وقبل الغزو الأميركي، نقل صدام اليخت إلى مياه شط العرب “لكي يقوم بحمايته من ضربات الطائرات الأميركية” لكن الخطّة “فشلت”، كما يشرح المهندس البحري علي محمد الذي يعمل في يخت “نسيم البصرة”.
في آذار 2003، قصفت طائرات التحالف الدولي يخت المنصور.
يشرح مدير مفتشية آثار وتراث محافظة البصرة قحطان العبيد لـ”وكالة فرانس برس” أنّ اليخت “قصف أكثر من مرة على مدى أكثر من يوم واحد، تعرض لعدة غارات، أعتقد قصف ثلاث مرات في أوقات مختلفة لكن لم يغرق”.
في صور التقطتها “وكالة فرانس برس” في 2003، يظهر المنصور لا يزال عائماً على المياه، مع احتراق الطوابق العليا منه جراء الغارات الجوية. وفي حزيران 2003، بدأ اليخت يميل إلى جهة واحدة.
ويقول العبيد إنّ اليخت بدأ بالانقلاب “بسبب سرقة المضخّات الموجودة في غرف المحركات. أصبحت هناك فتحات تدخل منها المياه. تسربت المياه إلى غرف المحركات مما أدّى إلى انقلابه”.
لكن التخلص من يخت المنصور يشكل تحدّياً كبيراً.