سياسة

هاشم: للتمسّك بالحكمة

ألقى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم كلمة في اجتماع اللجنة التنفيذية لاتحاد البرلمانات الاسلامية المنعقد في أبيدجان عاصمة ساحل العاج، في حضور القائمة بأعمال السفارة اللبنانية ماجدة كركي.

وقال هاشم: “نأتي اليوم الى جوهرة القارة السمراء لنشهد لتاريخ شعب حوّل المستحيل الى واقع مضيئ بإرادة وعزيمة لا تلين لانه تحمل الكثير من الظلم والاستبداد من أجل الحرية والكرامة. نتحدث عن تاريخ وجغرافيا بمحبة وانحياز لان جماعة من أبناء وطني كانوا شركاء في مراحل نهوض هذه الارض وما زالوا أوفياء في انغماسهم مع هذا المجتمع وجزءا منه، وسيبقون على عهدهم ورسل محبة ووفاء وانتماء لوطنهم الاول في بلد اختاروه وصاروا جزءا من حياته”.

وأضاف: “لقاؤنا ليس الاول الذي تتكرر فيه المواقف والاراء للدفاع عن قضايا الامة والاولوية، قضية فلسطين القضية المركزية للامتين العربية والاسلامية ولاحرار العالم وما تشعب عنها من ممارسات عدوانية اسرائيلية احتلالية طالت وطننا لبنان والجولان السوري، وقد استطعنا في لبنان بما نملك من ارادة وطنية مقاومة استنادا الى نهج وخيار شعب صمم بما يملك من عوامل القوة ان يواجه همجية العدو الاسرائيلي أجبره على الاندحار من الاجزاء الواسعة من أرضنا، وما زالت المواجهة مستمرة لاجباره على الانسحاب من الاراضي التي ما زالت محتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من الغجر الذي يحاول في هذه الايام اعادة تكريس احتلاله له متنصلا من القرارات والمواثيق الدولية، وهو ما يؤكد الطبيعة العدوانية لهذا الكيان الذي لا يتوانى عن الارتكابات الهمجية وما حصل منذ أيام أثناء مشاركتنا مع الاعلاميين والمدنيين العزل من اعتداءات على أرضنا لهو دليل حي كما يفعل في فلسطين بعدوانه الدائم على شعبنا الفلسطيني”.

وتابع: “هنا، لا يسعنا الا أن نشكر اللجنة التنفيذية بكل أعضائها وما تمثل ومجلس النواب في ساحل العاج على تضامنهم واستنكارهم وادانتهم للاعتداء الذي حصل على مواطنين لبنانيين في منطقة مزارع شبعا. ولذلك، فإن عدو هذه طبيعته الهمجية فلن يتوانى عن ارتكاباته الهمجية وما حصل في جنين ومخيمها صورة واضحة عن هوية هذا الكيان وجبروته وتبقى المسؤولية علينا كبرلمانات اسلامية وحكومات وشعوب، لنساهم في وضع حد لهذا الظلم الذي يصيب الشعب الفلسطيني منذ أكثر من سبعة عقود ونيف والذي فتح ابواب الارهاب على مصرعيه والذي فعل فعله ولم تسلم منه القارة الافريقية، واذا كان لا بد من خطوات جريئة وصادقة في توجهاتها. فالبداية بوقف العلاقات التطبيعية مع هذا العدو والتي تعتبر نقاط تحفيزية لهمجيته وكأنها خطوات تشجيعية اضافة الى ممارسة الضغط بكل الاساليب على المنظمة الدولية والمجتمع الدولي للاقلاع عن سياسة المعايير المزدوجة مع قضايا أمتنا وخصوصاً مسألة الصراع مع الكيان الصهيوني، وذلك وصولاً لتحقيق أماني الشعب الفلسطيني في التحرير والعودة وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس والانسحاب من كل الاراضي العربية المحتلة”.

وأضاف: “وأمام التطورات والتحديات التي تتعرض لها الامتان العربية والاسلامية، فإننا نرى الامل بالمستقبل الذي أطل واعدا من التقارب السعودي الايراني والعلاقات الطيبة التي بدأت تحيط بدول الاقليم. وفي ظل الاجواء الايجابية والانفتاح الذي نشهده بين دول المنطقة والتي أسست له اللقاءات السعودية الايرانية، سيكرس مساحة من الاستقرار المطلوب لمنطقتنا بما يسمح لاعادة انتظام العلاقات والاستثمار على ما يحصل فائدة لامتنا ويضع حدا لمحاولة الخارج الغربي استغلال الخلافات والنفاذ منها لتحقيق اهدافه الخبيثة”.

وقال: “لذا، نرى أن التكافل والتضامن يدفعنا الى ان لا نختلف على بعض التفاصيل في وقت نحتاج الى الاعتصام بحبل الله وأن نجتمع لننجح وننقذ مجتمعاتنا وأمتنا والعالم، وآن الاوان للابتعاد عن الاحقاد والصغائر والتمسك بالحكمة والعقلانية واعتماد النقاش الموضوعي والحوار البناء لحل خلافاتنا واختلافاتنا لأن امتنا في دائرة التصويب والاستهداف بوجودها وعناوينها ومقدساتها”.

وأشار الى أن “ما حصل بإحراق نسخة من المصحف الشريف وتشريع المثلية الا الدليل القاطع. وكما أكد الرئيس نبيه بري أن ما حصل هو اعتداء مباشر على مشاعر مليار ونصف مليار مسلم في العالم وهو اعتداء على كل الرسالات والكتب السماوية، وأن التغاضي عما حصل يؤسس لتعميم خطاب الكراهية. ولأن ما يجري في هذا الزمن يحتاج حراكا فاعلا، فإن المطلوب في هذه المرحلة تفعيل دور الديبلوماسية البرلمانية بكل مستوياتها ولتكن برلماناتنا قوة ضغط على الحكومات لاتخاذ الاجراءات المطلوبة تحقيقا للغاية المرجوة. ولنقرن القول بالفعل كي نكون الرقم والموقع المميز في هذا العالم وهذا الزمن”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى