سياسة

لماذا تُخيف البلديات السلطة؟

كتب جان فغالي في” نداء الوطن”: لماذا هذا «الرعب السلطوي» من الانتخابات البلدية؟ لأنّ البلديات هي «خزّان الأصوات» للانتخابات النيابية. تتعاطى السلطة مع البلديات على أنها مفاتيح انتخابية، فتخوض معارك مجالسها بالاهتمام ذاته الذي تخوض فيه معارك الانتخابات النيابية، ويشكِّل رئيس البلدية حجر الزاوية في السياسة، خصوصاً في البلدات ذات الكثافة السكانية التي تشكِّل خزاناً بشرياً يتم «تجميعه» لاستخدامه في صناديق الاقتراع النيابية.لكن لماذا يستقتلون للفوز برئاسة البلدية؟ ولماذا تُصرَف الأموال الطائلة للحصول على مقعدها؟ هل تستحق كل هذا التعب وهذا الكم من الأموال؟ إنّ راتب رئيس البلدية لا يكفيه «لتقديم قهوةٍ» لضيوفه، فلماذا إذاً هذا الاستشراس للوصول إلى رئاسة البلدية؟ هل المسألة تتعلّق بالوجاهة؟ هل رئاسة البلدية هي «جسر عبور» إلى النيابة أو أكثر؟
تحضر كل هذه الاعتبارات فيما المعيار الاساسي غائب وهو الإنماء، فكم من البلديات لا تعرف ما معنى الانماء؟ وكم من البلديات كانت بمثابة المثال الذي يُحتذى به؟ منذ أسابيع توفى رئيس بلدية ذوق مكايل السابق نهاد نوفل الذي حوّل بلدته الى أمثولة، لدرجة أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري اقترحه عند تشكيل إحدى الحكومات أن يكون وزيراً للداخلية والبلديات، في المقابل، هناك رؤساء بلديات دخلوا السجن، ورؤساء بلديات يجب أن يدخلوا السجن.اليوم، الاستحقاق البلدي على مرمى حجر، فماذا ستفعل السلطة؟ هل تفتش عن التمديد الثاني؟ في حال قررت اجراء هذه الانتخابات، هل بإمكانها إنجازها؟
الدول الغربية تراقب أداء السلطة في ما يتعلق بحماستها أو عدم حماستها لاجراء الانتخابات البلدية. السلطة تفضِّل ألف مرة بياناً «توبيخياً» من الغرب، على أن تصل مجالس بلدية تحاربها في الانتخابات النيابية المقبلة. المجالس الحالية وصلت قبل ثورة 17 تشرين، وتخشى السلطة أن تحقق قوى التغيير في الانتخابات البلدية ما عجزت عن تحقيقه في الانتخابات النيابية، وهذا وحده سبب كافٍ لتطيير هذه الانتخابات، على رغم ادعاء «ثقافة» الديموقراطية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى