رياضة

نجاحات استثنائية.. “كرة السلة اللبنانية” تتألق في الميدان

رغم الأزمات التي تحيط بالبلاد، نأت كرة السلة اللبنانية بنفسها عما يحصل، حيث حجزت مكانًا اسثنائيا على الصعيدين العربي والدولي، لتبحر في عالم آخر كبير خاص بها.
هذا الأمر ليس باعتراف اللبنانيين فقط، إنّما هو باعتراف عربي وحتى دولي والأرقام خير دليل على ذلك، إذ إن الإبداع اللبناني غالبا ما يسيطر على عناوين الصحف العربية والعالمية، ومواقع الأخبار، التي ترصد هذا التطور الكبير والذي يُعادل مستويات أهم الفرق والأندية العالمية.

فمحليًا لا تكاد تخلو مباراة من الإثارة والتشويق نسبة إلى المستوى الإستثنائي الذي استطاعت الفرق والأندية في لبنان أن تبنيه خلال عشرات السنوات، إذ ما نشهده اليوم من نشوة نجاحات داخل هذه الرياضة لم يأت من عدم أبدًا، فجمهور هذه اللعبة كبير، ولا يقتصر على لبنان فقط، إذ إنّ الدوري المحلي لكرة السلة اللبنانية يحتلّ مكانة خاصة عند السوريين والأردنيين، الذين يتسمرون بالآلاف أمام شاشات التلفزة، ويظبطون ساعاتهم على ساعة بيروت.
الأمر نفسه بالنسبة إلى البطولات العالمية، إذ مع وصول لبنان إلى مراكز متقدمة سواء إقليميا أو دوليا، نادرًا ما ترى الجمهور اللبناني الجمهور الوحيد الذي يساند فريقه، إذ إنّ مختلف المشجعين من مختلف الدول العربية غالبا ما تساند الفريق، وتهتف له وتؤازره في الملاعب، خاصة عندما يكون الفريق العربي الوحيد المتأهل بين مجموع الفرق العربية المشاركة.

 

تاريخيا، قصة لبنان تأخرت لتبدأ مع مشوار كرة السلة، إذ لعبت البعثات الأجنبية وتحديدا الفرنسية دورًا مهما على صعيد إدخال اللعبة إلى البلاد، حيث اقتصرت آنذاك فقط على المدارس والمؤسسات التربوية.. إلا أن عشق اللبنانيين لهذه اللعبة، دفع بالمؤسسات إلى إخراج اللعبة من الدائرة الضيقة، ونشرها على نحو أوسع، إلى أن وصلت إلى ما هي عليه اليوم. ويُذكر بأنّ أول دورة رسمية أقيمت في لبنان تعود إلى العام 1939، حيث فاز آنذاك فريق المقاصد على حساب الجامعة الأميركية.
انجازات هذه الأندية، وما بنته من قدرات، مكّنت لبنان من أن يبرز ويبدع في الميادين العربية والدولية، حيث تفوقت الكرة البرتقالية على إنجازات كرة القدم، اللعبة الأكثر شعبية في العالم، حيث شذّ لبنان عن القاعدة. ومن هنا بصم لبنان هويته العربية الإستثناية بعدة مشاركات في كأس العالم، وحقق خلالها انتصارات مميزة، أبرزها الفوز التاريخي على فرنسا عندما كان المنتخب يعجّ بالنجوم آنذاك.

وفي تلخيص موجز، وصل لبنان إلى بطولة أنديانابولس عام 2002، وكانت أول مشاركة له في كأس العالم بعد أن حل ثانيا في كأس آسيا عقب خسارته أمام الصين. أما المشاركة الثانية فكانت في الفلبين عام 2006، وهو العام الذي فاز خلاله على فرنسا بقارق نقطة وحيدة، وصولا إلى عام 2010 مع مشاركة المنتخب في كأس العالم الذي أقيم في تركيا.
الفريد من نوعه، أن هذه الإنجازات لم تقتصر فقط على الرجال، إنما كان لسيدات لبنان بصمة أخرى، حيث تزامنت هذه الانجازات مع وصول منتخب السيدات إلى الفئة “أ” في قارة آسيا.
والجدير بذكره أن هذا العام شهد وصول منتخبي تحت 16 و18عامًا إلى المونديال أيضا.

وعلى الرغم من دخول اللعبة بمرحلة حساسة خلال الازمة، إلا أن تظافر الجهود أعطى للمنتخب دفعا جديدا للبروز مجددًا، خاصة بعد نكسات بدأت عام 2017 حتى السنة الماضية.

فخلال هذه الفترة، وبعد التراجع الكبير، برزت أسماء جديدة أعطت دفعاً كبيراً للمنتخب والأندية على حد سواء، فنفض لبنان غبار الخيبات، حيث أحرز المنتخب فوزا على اندونيسيا في كانون الأول عام 2021، قبل أن يتوجه في شباط عام 2022 إلى الإمارات لخوض منافسات البطولة العربية، فحقق 5 انتصارات على الصومال والجزائر والأردن وتونس في النهائي، ليرفع بذلك لقبه العربي الأول، إذ عادوا وانتفضوا ليتجهوا إلى المونديال السلوي. بالاضافة إلى خوض غمار بطولة آسيا، إذ سقط في الشباك اللبنانية كل من المنتخب الصيني والأندونيسي والفلبيني.
وآخر الانجازات العربية، تمكن الرياضي مؤخرا من الاحتفاظ بلقب دوري السوبر لغرب آسيا لكرة السلة بعد فوزه الأربعاء على غورغان الايراني بنتيجة (100 – 78) في المباراة الثالثة من سلسلة النهائي.
وبتقييم دولي، تقدم منتخب لبنان مؤخرا 16 مركزًا، حيث حل في المرتبة 28 عالمياً والأول على مستوى المنطقة العربية، وتقدم الأردن للمركز الـ36 عالميًا والثاني عربيًا، وتراجعت تونس 15 مركزًا، وحلت في المرتبة 36 عالميًا والثالثة عربيًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى