أبرز أخبار لبنان

هل يكون تحريك المواجهة الأمنية بديلا عن التراجع الرئاسي؟

كتبت سابين عويس في” النهار”: يعكس “حزب الله” وفريقه حالاً من القلق والتوتر يعبّر عنها إعلامه ومواقع التواصل المرتبطة به وبحلفائه، حيث يخرج الخطاب السياسي والإعلامي عن السقوف الهادئة او الطبيعية التي تفرضها المرحلة، الى مستوى من التخوين والتهويل وصولاً أحيانا الى الترهيب الإعلامي، ما يثير القلق في بعض الأوساط السياسية والديبلوماسية المراقبة من مخاطر تفلّت الأمور وخروجها عن السيطرة، في اعمال متعمدة تهدف الى صرف الأنظار عن الاستحقاق الرئاسي ودفعها نحو الهمّ الأمني او حتى العسكري، بعدما بدت عمليات كفرشوبا امس وكأنها تدفع نحو التذكير الدائم بالاخطار المحدقة التي يجسدها العدو الإسرائيلي، والحاجة الدائمة والملحّة الى المقاومة للوقوف في وجهها.

لا تقلل مصادر سياسية من أهمية التطورات الجنوبية، لا سيما انها في توقيتها لا تنفصل عن المشهد السياسي المأزوم لحزب الله وحلفائه، وقد انتقل مرغماً من مرحلة المتفرج على مشهد معارضة مشتتة عاجزة عن الاتفاق على تسمية مرشح بديل من المرشح الأول النائب ميشال معوض، بعدما تعذرت حظوظ فوزه في السباق الرئاسي، الى مشهد المنخرط مباشرة في مواجهة غير محسومة النتائج، نتيجة اتساع الدعم لترشيح الوزير السابق جهاد ازعور مع انضمام كتلة “اللقاء الديموقراطي” الى الداعمين لهذا الترشح.

لن يقبل الحزب وحلفاؤه في أي شكل المغامرة بالنزول الى المجلس وتأمين نصاب لجلسة دستورية قد تحمل مفاجآت غير متوقعة، بعدما ارتفعت الأصوات المؤيدة لأزعور مقابل تراجعها لمرشح الحزب سليمان فرنجية. والانظار تتجه اليوم الى رصد الخطوات التي سيقوم بها الحزب لمنع سقوط فرنجية امام ازعور، لما يرتبه سقوط كهذا من تداعيات كارثية على موقع الحزب ونفوذه في معادلة الحكم.

وفي حين تخشى المصادر من تحريك متعمد للملف الأمني على نحو يصرف النظر عن الاستحقاق السياسي، ويوجّه رسالة الى القوى التي لا تزال تعتقد او تؤمن بإمكان ان تسلك اللعبة الديموقراطية طريقها تحت قبة البرلمان، إلا أنها لا تستبعد خطوات من العيار الثقيل يتم الاعداد لها ضمن أروقة “الثنائي” من اجل مواجهة أي مفاجآت يمكن ان تتبلور على صعيد احتساب الأصوات التي سيحصدها مرشح المعارضة في ما لو انعقدت الجلسة وتأمن نصابها. والسيناريوات كثيرة في هذا الشأن، فيما يرتقب ان يحرك الموفد الخاص الجديد للرئيس الفرنسي جان – ايف لودريان مشهد المواجهة المتوقعة يوم الأربعاء المقبل، موعد جلسة الانتخاب الثانية عشرة، بحيث يعوّل على ان يحمل افكاراً جديدة تُنزل الجميع عن الشجرة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى