معوض: عواقب وخيمة لارتفاع حالات عمل الأطفال في لبنان

دعت منظمة “بلان إنترناشيونال” – لبنان و “مؤسسة رينه معوض”، لمناسبة “اليوم العالمي لعمالة الاطفال”، في بيان، ” في ضوء التقارير المتزايدة لحالات عمل الأطفال في لبنان، والتي تفاقمت بسبب الأزمة الاقتصادية الراهنة، المجتمع الدولي إلى تكثيف دعمه للبنان وبرامج قطاع حماية الطفل وتحث جميع الوزارات والوكالات والجهات الفاعلة ذات الصلة الى تبني تدابير عملية ووقائية لجميع الأطفال المنخرطين في أسوأ أشكال العمل. إذ يعاني لبنان من تدهور اقتصادي حاد، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة والتضخم وانتشار الفقر. ولسوء الحظ، أجبر هذا الوضع الرهيب عدداً متزايداً من الأطفال على ممارسة أعمال خطرة، وحرمانهم من حقوقهم في التعليم والصحة والطفولة الآمنة”.

واشار البيان الى ان “منظمة بلان انترناشيونال شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في حالات عمل الأطفال في جميع مناطق لبنان، حيث أجبر الأطفال على العمل في قطاعات خطرة مثل العمل في الشارع والبناء والزراعة والعمل المنزلي. وغالبا ما يواجه هؤلاء الأطفال المهمشين الأذى الجسدي والعاطفي والنفسي، ممّا يعرّض نموّهم على المدى الطويل للخطر ويحرمهم من حقوقهم الأساسية”.

فيشا
وقال مدير منظمة “بلان إنترناشيونال” سافو فيشا: “ان عمل الأطفال هو انتهاك خطير لحقوقهم وعائق أمام رفاهيتهم العامة وآفاقهم المستقبلية. وقد دفعت الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في لبنان العائلات إلى اللجوء إلى تدابير قصوى، ممّا أجبر العديد من الأطفال على العمل في ظروف عمل خطرة واستغلالية. ويتطلب هذا الوضع اهتماما عاجلاً وعملاً من جميع الجهات الفاعلة المعنية، بما في ذلك قادة المجتمع المحلي والمجتمع الدولي”.

واشار البييان الى انه “في الوقت الذي يواجه فيه لبنان الأزمة، تستكمل منظمة بلان إنترناشيونال – لبنان عملها بنشاط على معالجة مخاطر عمل الأطفال وحماية حقوقهم. وكجزء من هذه الجهود، نظمت طاولة نقاش مستديرة بالشراكة مع مؤسسة رينه معوض، وقد ضمت الفعالية التي عقدت تحت عنوان “تبني تدابير عملية ووقائية للأطفال المنخرطين في أسوأ أشكال عمل الأطفال” ممثلين رفيعي المستوى من الوزارات والمنظمات غير الحكومية الدولية ووكالات الأمم المتحدة والعاملين في مجال حماية الطفل في لبنان، وذلك بهدف تيسير النقاش ووضع تدابير عملية للتصدّي للمخاطر التي يواجهها الأطفال المنخرطون في أسوأ أشكال عمل الأطفال”.

وشددت المنظمة على “الحاجة الملحّة إلى زيادة الدعم من المجتمع الدولي خلال هذه الأوقات الصعبة وأهمّية تخصيص وتوفير موارد مالية كافية لتعزيز برامج حماية الطفل، وتوسيع نطاق الوصول إلى التعليم، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المتضررين من الأزمة الاقتصادية”.

كما ودعا فيشا “جميع الوزارات والوكالات والجهات الفاعلة العاملة في لبنان إلى إعطاء الأولوية لحماية الأطفال، بالإضافة إلى الإسهام في تنفيذ تدابير عملية لمكافحة عمل الأطفال بشكل مجدي وفعّال. ويشمل ذلك تعزيز الأطر التشريعية وقوانين العمل، وتحسين ظروف العمل، بالإضافة إلى تعزيز فرص التعليم والتدريب المهني للأطفال وأسرهم. وأن الحماية من مخاطر عمل الأطفال مسؤولية مشتركة وجماعية، ندعو جميع أصحاب المصلحة إلى التنسيق والتعاون وتوحيد الجهود لضمان الإسهام في رفاهية أطفال لبنان وآفاقهم المستقبلية”.

وأضاف: “يمكننا معاً خلق بيئة آمنة تتوفر فيها الرعاية وتمكّن كل طفل من أن يزدهر ويساهم بشكل إيجابي في المجتمع.”

معوض
بدوره أقر المدير التنفيذي ل”مؤسسة رنيه معوض” ميشال معوض ب”الإرتفاع المقلق لحالات عمل الأطفال في لبنان خلال السنوات الأخيرة. هذا الإرتفاع أدى إلى تفشي عواقب وخيمة، متجسدة في إرتفاع معدلات التسرب المدرسي، واستغلال الأطفال، والإعتداء الجنسي، وسوء المعاملة، وتعاطي المخدرات، والزواج المبكر، والأمراض الصحية، وسوء التغذية”.

وأضاف: “على مدى الثانية والثلاثين سنة الماضية، أخذت مؤسسة رنيه معوض على عاتقها التحدي لمواجهة هذه المسألة الصعبة بشكل مباشر. يستحق كل طفل فرصة واحدة على الأقل للهروب من قبضة هذه الصعوبات. بالتعاون مع الشركاء المخلصين والمانحين الكرام، عملت المؤسسة بلا كلل لتخفيف الأعباء التي يتحملها الأطفال جراء الأزمة المستمرة في لبنان. وتوجت جهودها بمساهماتها البارزة في مجال رعاية الرفاه الاجتماعي، والتعليم، والتمكين الاقتصادي، وذلك بغية تعزيز الرفاهية الشاملة لهؤلاء الأرواح الضعيفة”.

واشار البيان الى ان “مؤسسسة بلان إنترناشيونال – لبنان” ملتزمة بمهمتها المتمثلة في النهوض بحقوق الطفل وإحداث تغيير دائم. وذلك عبر تصميم المنظمة على العمل بلا كلل مع الشركاء والمجتمعات المحلية والحكومات لمعالجة الأسباب الجذرية لعمالة الأطفال وبناء مستقبل يتيح لكل طفل في لبنان الاستمتاع بطفولته على أكمل وجه