أخبار العالم

رفض سوري للقاء اردوغان قبل الانسحاب من الشمال رغم الضغط الروسي*

رضوان الذيب – الديار

عندما حذر الرئيس السوري بشار الاسد قبل اشهر من بدء الحرب على بلاده في اذار ٢٠١١، واشنطن واوروبا والخليج والدول المحيطة بسوريا من محاولاتهم هز استقرارها وخطر ذلك على الامن في بلادهم والشرق الاوسط برمته، تعاملوا مع تحذيراته بخلفية انقاذ نظامه من السقوط، وتجاهلوا كل ما قاله، وشنوا حربا على سوريا شاركت فيها عدد كبير من الدول اجتمعوا في باريس بتوافق اميركي فرنسي كامل لاول مرة في التاريخ، وشرعوا الحدود التركية الاردنية اللبنانية لارهابيي العالم للدخول الى سوريا لاسقاطها بالتزامن مع حروب اعلامية وبث الالاف من الافلام عن ارتكابات النظام وتوزيع السيناريوات المخيفة والاخبار المضللة، واعترف رئيس الحكومة القطرية السابق حمد بصرف ١٢٨ مليار دولار لشق الجيش السوري عبر اغراءات مالية للضباط وصلت الى ٥٠ الف دولار للضابط الواحد للانشقاق عن الجيش و١٥ الف دولارا للجندي و٥٠ مليون دولارا لرئيس الحكومة للانقلاب على النظام بالاضافة الى اغتيال اركان النظام الاربعة من قبل مخطط نفذته مخابرات خارجية، ووصلت الامور بالموفد العربي الى دمشق الاخضر الابراهيمي عام ٢٠١٢ لتقديم النصائح للرئيس الاسد بمغادرة سوريا وضمان عائلته واركان النظام، فرد الرئيس الاسد «انتهت المقابلة» فقال الابراهيمي «على ماذا تراهن والمسلحون على بعد ١٠٠ متر من القصر الجمهوري»، فكرر الاسد القول «انتهت المقابلة».

واستطاع الجيش العربي السوري استيعاب الضربة الاولى ومنع سقوط الدولة ومؤسساتها وقدم عشرات الالاف من الشهداء والجرحى والاسرى والمخطوفين والمفقودين، وسيطر المسلحون على معظم الارياف ومنع الجيش سقوط دمشق وحلب وحمص وحماة والمدن الكبرى، وجاء دخول حزب الله بعدها ليقلب مسار التطورات الميدانية مع الجيش السوري وتمكنا من استعادة المبادرة العسكرية وتثبيت الخطوط ومنع الانهيارات، وتعززت المعادلات وتحققت الموازين العسكرية الجديدة مع دخول الحرس الثوري والحشد الشعبي والاحزاب الحليفة وصولا الى استعادة معظم الارياف وتدمر والرقة ومناطق في حلب ودير الزور مع دخول الجيش الروسي وبدء الانتصارات.

وحسب المتابعين، بقيت الثغرة الوحيدة الكبرى التي تعيق استعادة الدولة عافيتها هي شمال سوريا، مع احتلال الجيش التركي منطقة ادلب وبعض ارياف حلب ودير الزور والحسكة، ونشر الاتراك المسلحون من شتى الفصائل الارهابية في ادلب واقاموا حكما ذاتيا وعاثوا فسادا فيها، وطردوا المسيحيين والدروز والاقليات وفرضوا الخوات و»جهاد النكاح» مع اشتباكات يومية بين المسلحين على النفوذ حولت المنطقة الى جحيم دموي يوميا.

وشكل ذلك اكبر عبء على الدولة التركية مع ٤ ملايين نازح سوري، فغرقت تركيا في الوحول السورية وتفاقمت الامور مع استنزاف الجيش التركي في معارك يومية مع مقاتلي حزب العمال الكردي الذين خاضوا حرب عصابات ضد الدوريات التركية بالاضافة الى ارسال عشرات المجموعات الى الداخل التركي وزرع العبوات في المناطق السياحية في اسطنبول واضنة وميرسين مما اربك الحسابات التركية، وما فاقم عمليات الاستنزاف التدخلات الاميركية والروسية في المنطقة ووضع الاميركيون ايديهم على منابع النفط وطرد الاتراك منها وحرمانهم من هذه الثروه، بعد ان كان الاتراك يشترون النفط السوري من داعش باسعار زهيدة امنت بعض حاجات السوق التركي قبل ٢٠١٥، كما جاءت سيطرة الجيش السوري على المعابر مع مناطق المسلحين لتوقف الدورة التجارية كليا ، بعد ان وصل حجم التبادل بين الدولتين ما بين ٢٠٠٥ و ٢٠١١ الى عشرات مليارات الدولارات التي انعشت الاقتصاد التركي وتبخرت حاليا.

وفي المعلومات، ان تركيا ادركت كل هذه العوامل، وتعيش هذه الايام اوضاعا اقتصادية ومالية صعبة جدا، وانخفاضا في قيمة العملة الوطنية وجمودا وتضخما وارتفاعا في معدلات البطالة قبل اشهر من الانتخابات الرئاسية في حزيران، وتراجع شعبية حزب العدالة والتنمية في الارياف التي تشكل الخزان الشعببي لاردوغان مع تقدم المعارضة في المدن الكبرى وليس مستبعدا حصول توترات في ظل الحملات الانتخابية.

وفي المعلومات، ان اردوغان يعمل على استعادة الاستقرار على الحدود السورية التركية وفتح المعابر مع مناطق النظام، واستعادة الحركة الاقتصادية، وبادر منذ سنة واكثر عبر»ديبلوماسية المخابرات» الى فتح خيوط التواصل مع دمشق، لكن الحماسة التركية قوبلت ببرودة سورية جراء ارتكابات النظام التركي ضد الشعب السوري، وجاء مدير المخابرات التركية فيدان الى دمشق عدة مرات، وتمسك السوريون بالانسحاب من شمال سوريا قبل البحث في اي مفاوضات، حتى جاء العرض التركي الاخير لروسيا بعقد لقاء بين بوتين والاسد واردوغان في موسكو.

وحسب المعلومات، فان سوريا تتحفظ على عقد اللقاء، لابل ترفض اي اجتماع قبل الانتخابات الرئاسية في حزيران وقبل انسحاب الجيش التركي من شمال سوريا ،وبعدها يتم البحث في كل القضايا واتفاق اضنة وضبظ الحدود.

وفي المعلومات، ان الروس يضغطون لعقد الاجتماع ويصرون على استعادة العلاقات الطبيعية بين سوريا وتركيا في ظل المواقف التركية من الحرب الروسية ـ الاوكرانية والدور الايجابي لانقرة، والاتصالات الروسية السورية قائمة حول هذا الملف والصورة ستتوضح قريبا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى