أبرز أخبار طرابلس

بين “الإهمال” والأمطار الغزيرة.. مباني لبنان مهددة بالانهيار!

حولت المباني القديمة في لبنان إلى قنابل موقوتة يمكن أن تنفجر فوق رؤوس المواطنين في أي لحظة، وما شهدناه من حوادث مأساوية متكررة خلال السنوات الأخيرة خير دليل على خطورة هذا الملف المهمل، وضرورة المطالبة المستمرة لتحرّك الدولة بشكل عاجل لإيجاد الحلول. آخر هذه الحوادث المؤسفة وقع في صحراء الشويفات منذ أيام، حيث انهار مبنى مؤلف من خمسة طوابق، كاد أن يتسبب بكارثة لولا اعتقاد السكان أن هزة أرضية ضربت المكان، فأخلوا المبنى قبل انهياره بدقائق. وفي تشرين الأول من العام الماضي، انهار مبنى سكني مؤلف من سبعة طوابق في منطقة المنصورية، من جرّاء تصدّع المبنى بعد انفجار مرفأ بيروت، إلى جانب تشكّل سيول في المنطقة خلال عاصفة قوية ضربت البلاد. وفي تشرين الثاني من العام 2022، تُوفيت طالبة في مدينة طرابلس بسبب انهيار جزئي في سقف صفّها الدراسي، في مدرسة الأميركان في طرابلس. ووفق الإحصائيات، هناك عشرات الآلاف من المباني معرضة للانهيار، جراء قدم أعمارها، وغياب الصيانة، وعدم بناء العديد منها ضمن معايير السلامة المطلوبة، هذا فضلًا عن مساهمة انفجار مرفأ بيروت، في زيادة الوضع سوءاً بالنسبة للمباني المحيطة. الإهمال وعدم الإلتفات إلى أوضاع المباني المتهالكة ليس الخطر الوحيد الذي يحدق بالسكان، فالتغيير المناخي سيكون له دور سلبي أيضًا على مباني المدن الساحلية، إذ أشار رئيس “شبكة سلامة المباني” المهندس يوسف عزام في بيان إلى أن “تغيير المناخ الذي نشهده في العالم و الذي لمسناه في لبنان عبر ارتفاع كمية الامطار المتساقطة في وقت قصير له تداعيات خطيرة على واقع المباني في المدن الساحلية”. وقال: “شهدنا عبر السنوات الماضية انخفاضا في مستويات المياه الجوفية في المدن الساحلية، ففي بيروت على سبيل المثال أظهرت دراسة اجريت عام ٢٠٢٣ ان نسبة الملوحة والمواد الصلبة الذائبة هي 37,500 ملغرام لكل ليتر وهو دليل عل انخفاض مستوى المياه العذبة، بعدما كانت 150 ملغراما لكل ليتر وهو دليل على انخفاض حاد في منسوب المياه الجوفية او ما يعرف بـ water table”. أضاف: “إن كميه الأمطار الغزيرة و الفيضانات التي شهدناها خلال هذا الموسم تعمل على اعادة ضخ المياه العذبة الى الآبار الجوفية عبر الممرات الطبيعيه الجوفية، لكن كمية المياه الضخمة والضغط الهيدروليكي الناتج عنها يؤدي الى ضغط في الطبقات الارضية المحيطة ب water table مما يسبب في توسعات و انكماشات جوفية ذات نسب بسيطة ولكنها تؤدي الى تحرك أساسات المباني والأرض المحيطة بشكل تدريجي والتي تؤدي بدورها الى التشققات في اساسات تلك المباني مما يؤثر في النهاية على الأداء البنيوي طويل المدى لهياكل ومتانة تلك المباني مما يمثل خطرا عليها”. واعتبر عزام أن “الخطر الأكبر على البنية التحتية للمباني هو في المدن الساحلية ذات الارض الأكثر ليونة وقربها من البحر واستقبالها للكمية الاكبر من المتساقطات لاسيما من الجبال”. ختم: “على الرغم من خطورة تأثير التغيير المناخي على سلامة مدننا، لكن يمكن احتواؤها عبر اتباع سياسات الموارد المائية التي تستند الى ضبط كميات المياه من خلال السدود وتوسعة مجاري الانهر إضافة الى التشدد في الدراسات الجيولوجية قبل تشييد المباني”. وفي السياق نفسه، كتب النائب أديب عبد المسيح عبر منصة “اكس”: “العدو الخارجي يدمر الأبنية و يقتل علناً، هناك عدو داخلي اسمه ” إهمال” يفعل الشيء نفسه لكن سراً. هناك 1180 مبنى متصدعا بلّغت عنها 40% من البلديات، يعني ممكن أن يكون هناك حوالي 4000 مبنى، أي هناك حوالي 200000 شخص معرض للموت. على فكرة، متصدع لا يعني قديم، مبنى الشويفات عمره 30 سنة فقط”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى