أبرز أخبار لبنان

غمرواي تأمين الكهرباء يذُلُ أسر المدينة…وحلها ب”أنسنتها”


“أنسنة الكهرباء”، هو ما كان يجب إطلاقه على ندوة غرفة التجارة والصناعة بطرابلس، حول أهمية الإنارة وتأثير انقطاع الكهرباء على الأسر، التي نظمها مركز اشراق للدراسات برئاسة الدكتور أيمن عمر، في محاولةٍ للتصدي لأزمة الكهرباء التي بات تقلق الطرابلسيين، وتثقل كواهلهم المالية، بل وتستحوذ على جزء كبير من نفقاتهم الشهرية.
الندوة، التي حضرتها فعاليات مدينية رسمية واجتماعية، كانت لافتة لجهة الحضور النوعي، ولافتة في التوقيت الذي اختاره الدكتور عمر، مع تعثر الدولة في إنتاج حلول سريعة للأزمة المتمادية التي تتعقد مع استمرار الفراغ السياسي على المستويات كافة بدءاً من الرأس، لتنعكس فوضى واضحة في وزارات وإدارات ومؤسسات الدولة على مختلفها.
وعلى هذا الأساس، شدد رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي، على أن طرابلس ليست المدينة الأفقر على المتوسط بل كل الغنى موجود فيها وأن مقولة الفقر في طرابلس مرفوضة كلياً بكل المعايير والمقاييس وأن غنى طرابلس تؤكده الدراسات العلمية.
الدكتور عمر، قال إنّ هدف الندوة هو مقاربة الواقع الإقتصادي والاجتماعي لمدينة طرابلس والتركيز على أهمية ما تم التوصل اليه من نتائج وتوصيات تساعد أصحاب القرار على الإستئناس بها.
وقد حاول من خلال الندوة التي شملت متحدثين، تقسيم الأدوار إلى فسطاطين:
الأول: وضع المشكلة في إطارها المالي المكلف والمرهق على الأسرة، تناولته الدكتورة الأكاديمية روعة فتفت حلاب.
الثاني: وضع الحل في إطارها الانساني، الذي يشمل التكافل والتضامن الأهلي والاجتماعي، تناولته ياسمين غمراوي زيادة، التي خاضت معركة إضاءة الشوارع الداخلية للمدينة.

فتفت
في مطالعتها الأكاديمية، عرضت فتفت، دراسة دقيقة توصف فيها بالإحصائيات والدراسات السسيولوجية عن تأثير انقطاع الكهرباء في طرابلس على الأسر من خلال عرض لوحة البوير بوينتpower point التي تعكس بالأرقام التفصيلية عدد أفراد الأسرة التي تراوح أعدادها ما بين ٣ إلى ٥ أشخاص ونسبة مدخولهم الشهري وتكلفة الكهرباء التي كثيرًا ما تم استبدالها بموتير يولد الطاقة من خلال تزويده بالمحروقات، وعائلات أخرى تستعمل البطاريات ومنهم من يدفع تكلفة ٥ أمبيرات لمولد الإشتراك على حساب الحرمان من الدواء أو أساسيات للحياة تم الاستغناء عنها بحجة أنها صارت كماليات، حتى نوعية الغذاء تبدلت والكمية من خلال شراء كميات قليلة من الأجبان والألبان واللحوم بسبب غياب التبريد وبالتالي عدم قدرة الحفاظ عليها.

غمراوي
انطلقت غمراوي في مقاربتها للملف الكهربائي، انطلاقاً من المبادئ الأخلاقية التي نصت عليها قاعدة “لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”، ومن هذا المنطلق بدأ العمل لإضاءة وإنارة الشوارع الداخلية باتقان، لأن طرابلس لا يجب أن تكون الأفقر على البحر الأبيض المتوسط بل الأجمل، فهي مدينة تختزن الكثير من الجماليات، إضافة إلى موقعها الجيوسياسي منذ القدم، ودلالته موقع قلعة طرابلس على تلتها العالية.
وقالت إن كل الأفكار الجميلة التي تقدم حلولاً، تبقى أفكاراً اذا لم تأخذ حيز العمل، مقرونةً بتأدية الأمانات المالية التي أودعها الناس لإيجاد حلول لأزمة الإنارة الداخلية بالإضافة إلى الصدق في التنفيذ، بحيث يأتي كل ذلك بالنتائج المرجوة، وأما التشاركية مع الناس وجعلهم جزءاً من المشروع، فيقوم على مبدأ الشفافية والتعامل السهل.
وتناولت غمراوي، تجربة للخير أنا وأنت الرائدة في إنارة الشوارع، خصوصاً وأن الطرابلسيين بأنهم باتوا يشعرون بإهانة كرامتهم من خلال حرمانهم من هذه السلعة الحيوية اي الكهرباء، لذلك كان من واجبنا التضامن والتكافل للخروج من هذه المحنة، وانطلقت شرارة التعاون مع فعاليات الخير من أهل المدينة، وبدأ الأمر من إنارة طريق الميناء، بعد أن تم تذليل العقبات المالية والتقنية.
أضافت أن تجربة للخير أنا وأنت، موضوعة في خدمة الجميع، خصوصاً وأن تجربتنا أضاءت شوارع كثيرة في المدينة، وقالت إن التهويل بأن تكاليف الإنارة عالية غير صحيحة مطلقاً، شرط الاتقان والإدارة.

متحدثون في الندوة
بكري
ثم، تحدث، الدكتور عدنان بكري، فشدد على أهمية الروابط العائلية والأسرية التي تتميز بها طرابلس عن كلّ عواصم العالم، وقال علينا أن نعمل على كسر هذا الحاجز بين طرابلس المدينة الأجمل على المتوسط وبين باقي المناطق اللبنانية من خلال تجميل صورة المدينة، والعمل على عوامل الجذب السياحية التي تنشط العجلة الإقتصادية.
وعرض بكري المخطط الاقتصادي الشامل الذي أعده من أجل المساهمة في إيجاد الحلول العملية المساعدة على تخطي الواقعين الإقتصادي والإجتماعي لتحقيق النهوض وتوفير فرص العمل للشباب، وقال: “هذا المخطط هو نتاج لحلقات نقاش تم عقدها بشكل تشاوري مع عدد واسع من النخب العلمية”.
سليمان
وفي الختام كانت كلمة شركة زمرلي للطاقة الذكية، قدمتها المهندسة رندة سليمان حيث تناولت مسألة الطاقة الذكية في وجهها التقني وما توفره من خدمة بديلة ترافقت مع نقاش وحوار طالت العناوين الرئيسية التي عقدت من أجلها الندوة لا سيما مداخلة رئيس بلدية طرابلس المهندس أحمد قمرالدين.

ونوهت عن دور الكهرباء كعامل أساسي في حياة الأفراد وأن كل الدول تعاني من أزمة اقتصادية وغلاء المحروقات، ونوهت إلى أن الدول الأوروبية في هذا الشتاء تفتقر للغاز من أجل التدفئة ويبحثون عن حلول بديلة”.

نوال حبشي نجا-الرائد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى