صحة

أول حالة وفاة جراء فيروس “ألاسكابوكس”… ما هي أعراضه وطرق علاجه؟

قليلون سمعوا سابقاً بفيروس

“ألاسكابوكس”، ومع ذلك سُجل اليوم أول حالة وفاة بسبب هذا الفيروس، أو ما يعرف بـ”جدري ألاسكا” المكتشف حديثاً. ومع ذلك فإن هذا الفيروس موجود منذ مئات السنين.

وأعلنت مسؤولة الصحة في ألاسكا عن أول حالة وفاة بسبب الفيروس، في حين أبلغت وزارة الصحة في الولاية عن إصابة 7 أشخاص بجدري ألاسكا منذ اكتشافه في العام 2015.
رُصدت الحالة الأخيرة لدى رجل مسن توفي الشهر الماضي ويتوقع أن يكون سبب العدوى خدش من قطة ضالة. ووفق بيان وزارة الصحة “هذه هي الحالة الأولى لعدوى ألاسكابوكس الشديدة التي تؤدي إلى دخول المستشفى والوفاة”.
وبحسب موقع “Fox News ” كان الرجل يعاني من ضعف في جهاز المناعة نتيجة خضوعه لعلاج مرض السرطان، ولاحظ لأول مرة وجود نتوء أحمر رقيق في إبطه. وخلال الأسابيع القليلة التالية، شعر أيضًا بالتعب والألم في ذراعه وكتفه.
في 17 تشرين الثاني، تم إدخال المريض إلى المستشفى بسبب التهاب النسيج الخلوي، وهو عدوى جلدية بكتيرية.
نُقل الرجل إلى مستشفى في أنكوراج، حيث حددت سلسلة من الاختبارات مصدر العدوى المؤلمة التي يعاني منها. ووفق النشرة الصحية وعلى الرغم من العلاج المكثف، توفي المريض في بداية العام 2024 بعد أن عانى من سوء التغذية والفشل الكلوي الحاد وفشل الجهاز التنفسي.
وعن أعراض هذا الفيروس، يوضح الخبراء أنها خفيفة في غالبية الحالات، وتعتبر العدوى نادرة بين البشر، لأن الفيروس موجود بشكلٍ أساسي ضمن مجموعات صغيرة من الثدييات في جميع أنحاء ألاسكا.
وفي هذا السياق، أكد عالم الأوبئة بالولاية ورئيس قسم علم الأوبئة في وزارة الصحة بألاسكا الدكتور جو ماكلولين أن “الحالات الست الأخرى كانت محدودة وخفيفة”.
ومع ذلك، لفت ماكلولين إلى أنّه لا يزال هناك الكثير من الجوانب غير المعروفة عن الفيروس، من بينها كيفية انتقاله من الحيوانات إلى البشر، وكم من الوقت مضى على وجوده”.
ما هو فيروس “ألاسكابوكس”؟
اكتُشِف “ألاسكابوكس” في الفترة الأخيرة فقط، ولكن برأي ماكلولين إنّ الفيروس متوطّن في مجموعات صغيرة من الثدييات في ألاسكا، ويصيب بانتظام فئران الحقول، بالإضافة إلى قوارض أخرى مثل السناجب الحمراء.
وينتمي الفيروس إلى فصيلة الأورثوبوكس (الفيروسات الجدرية)، التي تشمل أيضًا فيروسات معروفة مثل الجدري وإمبوكس (جدري القردة)، والتي تصيب الثدييات في الغالب وتسبّب آفات جلدية. هذا الفيروس موجود منذ مئات السنين في ألاسكا.
ويشدد ماكلولين على أنّ ظهور المزيد من حالات جدري ألاسكا لا يعني أنّ الفيروس أصبح أكثر انتشارًا بين الثدييات الصغيرة بالولاية في الأعوام الأخيرة.
ما الذي تغيّر اذاً؟ برأي عالم الأوبئة أن الذي تغيّر هو وعي الأطباء كما الأشخاص على أن #فيروس ألاسكابوكس هو أمر محتمل. يمكن أن تكون الحالات قد حدثت قبل عام 2015، وكانت مجرد حالات غير سريرية أو سريرية معتدلة، فلم تُشخَّص”.
كيفية انتشاره؟
ورغم عدم وضوح تاريخ بدء انتشار الفيروس في الولاية، إلا أنّ العدوى تتبع الاتصال بالحيوانات، وفقًا للدكتورة جوليا روجرز، عالمة الأوبئة بخدمة استخبارات الأوبئة في المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC).
في تموز 2015، اكتُشفت أول حالة لجدري ألاسكا لدى امرأة تعيش بالقرب من فيربانكس وسط ألاسكا، وفقًا لإدارة الصحة بالولاية. ومنذ ذلك الحين، أُبلِغ عن 5 حالات إضافية في المنطقة. في حين أن أحدث حالة والتي أدت إلى أول وفاة معروفة بسبب “ألاسكابوكس”، اكتُشِفت خارج فيربانكس.
ويُشير هذا إلى أنّ مرض “ألاسكابوكوكس” أكثر انتشارًا جغرافيًا ممّا اعتُقِد سابقًا.
وقالت روجرز إننا “تمكنا من تحديد تسلسل الفيروس من حالة هذا المريض، والذي أظهر بالفعل فرقًا بين هذه الحالة ومجموعات الحالات التي استطعنا تحديد تسلسلها الجيني في فيربانكس”. قد يعود الاكتشاف الأخير إلى الفروق الجغرافية للفيروس وليس نتيجة لانتقال الفيروس من منطقة فيربانكس.
أعراض الفيروس وطرق علاجه
 
حسب وزارة الصحة في الولاية، عانى جميع المصابين بالفيروس من أعراض خفيفة واختفى المرض من تلقاء نفسه يعد بضعة أسابيع، باستثناء الحالة الأخيرة التي أدت إلى وفاة المريض.
ويتحدث ماكلولين عن أبرز الأعراض والتي تشمل:
– آفة جلدية واحدة أو أكثر تبدو كلدغة عنكبوت في البداية
– تضخم في الغدد الليمفاوية
– ألم في العضلات
– حرارة
وأفاد مسؤولو الصحة أنّ الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة يمكن أن يعانوا من أعراض أكثر خطورة. وتجدر الإشارة إلى أن الرجل الذي توفي بسبب “ألاسكابوكس” كان يعاني من بطء التئام الجروح، وسوء التغذية، والفشل الكلوي الحاد، وفشل الجهاز التنفسي.
طرق العلاج
أوضح ماكلولين أنه يمكن وصف العلاجات المضادة للفيروسات والغلوبيولين المناعي.
وذكر الخبراء أنّه رُغم إمكانية انتشار سلالة فيروسات الأورثوبوكس بين الأشخاص من خلال الاتصال المباشر مع الآفات الجلدية، إلا أنّه لا يوجد دليل على أنّ الشخص المصاب بـ”ألاسكابوكس” يمكن أن ينقله إلى شخص آخر.
وأكد ماكلولين أنه “ما من حاجة لشعور الأشخاص خارج ألاسكا بالقلق. ولكن يجب على المقيمين في ألاسكا أن يدركوا بأنهم يمكن أن يصابوا بهذه العدوى”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى