صحف اليوم

“الحزب” يعتقل هولنديين مسلّحين في الضاحية ومخابرات الجيش تحقق

مساء يوم الأربعاء 28 شباط، وتحديدًا في قلب الضاحية الجنوبية، في بئر العبد (بالقرب من شارع الشورى)، انتشرت العناصر الأمنية التابعة لحزب الله في الشوارع المحيطة بالمنطقة، وكُثفت الإجراءات الأمنية (التي اعتاد عليها أهالي المنطقة)، بعد أن ألقت عناصر أمنية تابعة لحزب الله القبض على “مجموعة هولندية مسلّحة”، خلال تجولها في المنطقة، وحققت اللجنة الأمنية لحزب الله مع المجموعة، لمعرفة أسباب دخولهم إلى الضاحية الجنوبية، وللتأكد عما إن كان هناك أي “مخطط إرهابي” لتنفيذه داخل المنطقة وزعزعة أمنها وتهديد سلامة سكان المنطقة.

تحقيقات موسعة!
أجريت تحقيقات موسعة لساعات طويلة، وسُلّموا بعدها إلى مخابرات الجيش للتحقق من أسباب تواجدهم داخل منطقة بئر العبد. وبعد التوسع بالتحقيقات، أطلق سراح المجموعة بإشارة من مفوض الحكومة، القاضي فادي عقيقي.

وحسب مصدر قضائي بارز لـ”المدن”، فإن مخابرات الجيش فتحت تحقيقات موسعة حول هذه القضية، وتم استجواب المجموعة، وتُركوا رهن التحقيق، أي أن التحقيقات لا تزال مستمرة مع جميع الجهات المعنية ولم تُقفل القضية بعد.

حالة من الرعب سيطرت على أهالي المنطقة، خصوصًا بعد التداول بأن هذه المجموعة تتجهز للقيام بأعمال إرهابية خلال الفترة المقبلة، فأعيدت ذاكرة الأهالي إلى التفجيرات التي حدثت في مختلف مناطق الضاحية الجنوبية، وتحديدًا في منطقة بئر العبد العام 2013. وحسب معلومات “المدن” فإن المجموعة تحركت داخل المنطقة برفقة العديد من الأسلحة والذخائر والأجهزة الإلكترونية، وتم ضبط هذه الأسلحة. كما أن قرار القاضي عقيقي أحدث جدلًا واسعًا بين أهالي المنطقة، فامتعضوا من إطلاق سراح هذه المجموعة المسلحة.

زيارة خاصة؟
ولا تزال الأمور ملتبسة حول هويات هؤلاء الأشخاص. وقد أفادت بعض المعلومات إلى أن المجموعة فسّرت سبب دخولها إلى المنطقة، بأنها كانت في طريقها “لزيارة خاصة لأحد الأصدقاء في بئر العبد”، فيما ذكرت معلومات أخرى أنهم مجموعة تابعة “لأمن السفارة الهولندية”. وعلى هذا الأساس أطلق سراحهم، وأنهم متواجدون من أجل تدريبات لصالح إحدى الأجهزة الأمنية اللبنانية الرسمية، وأنهم تنقلوا برفقة أسلحتهم الفردية. وحسب معلومات “المدن”، فإن السفارة الهولندية لم تُصدر أي بيان توضيحي حول هذه المجموعة، حيث تبيّن أنه لم يتم التنسيق مع أي جهاز أمني، وهو الأمر الذي أثار الريبة حول هذه المجموعة.

حادثتان منفصلتان
تجدر الإشارة إلى أن الإشكال الذي وقع بين عناصر من حزب الله وقوات اليونيفيل يوم الخميس 29 شباط، أتى بعد يوم واحد من هذه الحادثة، أي أن قضية المجموعة المسلحة منفصلة عن حادثة قوات اليونيفيل، حيث اعترضت عناصر من حزب الله طريق سيارة تابعة لليونيفيل خلال دخولها إلى الضاحية الجنوبية من جهة طريق المطار نحو منطقة حي السلم، وسُلّموا للجنة الأمنية أيضًا وحُقق معهم، وأطلق سراحهم لاحقًا.

عمليًا، إجراءات حزب الله أغضبت قوات اليونيفيل، إذ جاء في بيان نائبة المتحدث الرسمي باسم قوات اليونيفيل كانديس آرديل “إن قوات اليونيفيل تتمتع بالحرية والتفويض من الحكومة اللبنانية للتنقل في كل أنحاء لبنان لأسباب إدارية ولوجستية”. وبالعودة إلى عام 2022، فقد قُتل جندي إيرلنديّ بعد دخول سيارة تابعة لقوات اليونيفيل إلى منطقة العاقبية حيث أطلق النار على الآلية ما أدى إلى قتل الجندي، وفي عام 2023، أطلقت المحكمة العسكرية المتهم بقتل الجندي، محمد عيّاد، لأسباب صحيّة وبكفالة مليار و200 مليون ليرة لبنانيّة.

على أي حال، بالتزامن مع التطورات الأمنية في الجنوب اللبناني بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، يبدو أن “الحوادث الأمنية” تتحرك داخل الضاحية الجنوبية، الأمر الذي سيُكثف الإجراءات لدى حزب الله في المنطقة، خوفًا من أي خضّة أمنية فُجائية!

المصدر – المدن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى